أطعمة لا يجب أن يتناولها مريض الغدة الدرقية

مريض الغدة الدرقية

الغدة الدرقية قد تبدو صغيرة الحجم، لكنها مسؤولة عن واحدة من أعقد العمليات الحيوية في جسم الإنسان: تنظيم الأيض وإنتاج الطاقة. فهي تتحكم في درجة حرارة الجسم، معدل ضربات القلب، نمو الشعر والأظافر، وحتى الصحة النفسية والمزاج. لذلك فإن أي خلل في عملها يؤثر بشكل مباشر على الحياة اليومية.

عند الإصابة بـ قصور الغدة الدرقية يقل إنتاج الهرمونات، بينما في حالة فرط النشاط تفرز الغدة كميات زائدة عن الحاجة. في كلتا الحالتين يحتاج المريض إلى علاج دوائي ومتابعة طبية، لكن النظام الغذائي يلعب دورًا حاسمًا في تعزيز العلاج أو تعطيله. فهناك بالفعل أطعمة لا يجب أن يتناولها مريض الغدة الدرقية لأنها تزيد من سوء الأعراض أو تعطل امتصاص الأدوية.

ما هو قصور الغدة الدرقية؟

قصور الغدة الدرقية هو حالة مرضية شائعة تحدث عندما تفشل الغدة في إفراز كمية كافية من هرموني T3 و T4. يؤدي ذلك إلى بطء في جميع عمليات الجسم تقريبًا. الأعراض قد تشمل:

  • إرهاق وخمول مستمر حتى بعد النوم الكافي.
  • زيادة الوزن دون تغيير واضح في النظام الغذائي.
  • الإمساك المزمن وجفاف الجلد.
  • ضعف في الذاكرة والتركيز.

أما فرط نشاط الغدة الدرقية فهو العكس، إذ ينتج الجسم هرمونات زائدة تؤدي إلى فقدان وزن سريع، رعشة اليدين، خفقان القلب، والتعرق الزائد.

 مريض الغدة الدرقية

أكثر أطعمة تسبب خمول الغدة الدرقية

1. الأطعمة الغنية بالدهون

المقليات، اللحوم المصنعة، والوجبات السريعة من أبرز الممنوعات. فهي تقلل امتصاص الأدوية، وتؤثر على قدرة الغدة على إفراز الهرمونات بشكل طبيعي.

2. الأطعمة الغنية بالغلوتين

مثل الخبز الأبيض والمكرونة والقمح. تشير الدراسات إلى أن الغلوتين قد يسبب التهابات مزمنة في الجسم، ويؤثر على كفاءة الغدة الدرقية، خصوصًا لدى المصابين بحساسية القمح.

3. الأطعمة المعلبة والمصنعة

المعلبات واللانشون والنقانق تحتوي على مواد حافظة وهرمونات صناعية، أبرزها الإستروجين الصناعي، الذي يعطل عمل الغدة ويزيد من خمولها.

4. الأطعمة الغنية بالألياف الزائدة

الألياف مفيدة للهضم، لكن الإفراط فيها (من خلال تناول كميات كبيرة من البقوليات والفواكه) قد يقلل من امتصاص الأدوية الهرمونية.

5. منتجات الصويا

التوفو، حليب الصويا، ومساحيق البروتين النباتي تؤثر على امتصاص الهرمون البديل الذي يصفه الطبيب، وتزيد خطر تضخم الغدة إذا أُفرط في تناولها.

6. الخضروات الصليبية

القرنبيط، الملفوف، البروكلي تحتوي على مركبات تُعرف باسم Goitrogens تقلل من إنتاج الهرمونات. ينصح بتقليلها أو طهيها جيدًا قبل تناولها.

7. بعض الأدوية والمكملات

أدوية الحموضة ومكملات الكالسيوم والحديد قد تقلل امتصاص العلاج إذا تم تناولها في نفس الوقت، لذلك يُفضل الفصل بينها وبين دواء الغدة بساعتين على الأقل.

بدائل غذائية صحية لمريض الغدة الدرقية

الأطعمة الغنية باليود

اليود عنصر أساسي لإنتاج هرمونات الغدة. يمكن الحصول عليه من الأسماك البحرية مثل السلمون والتونة، لكن يجب عدم الإفراط فيه حتى لا يسبب فرط نشاط.

البروتينات الصحية

الدواجن، البيض، والبقوليات (باعتدال) توفر بروتين يساعد على تعزيز عمليات الأيض.

الخضروات غير الصليبية

الخيار، الكوسة، الطماطم، الجزر آمنة ومفيدة لمرضى الغدة.

الحبوب الكاملة الخالية من الغلوتين

الأرز البني، الشوفان الخالي من الغلوتين، الكينوا تعد بدائل رائعة للقمح.

المكسرات والبذور

الجوز البرازيلي غني بالسيلينيوم الضروري لعمل الغدة، واللوز يوفر الزنك والمغنيسيوم لدعم إنتاج الهرمونات.

نصائح عملية لمريض الغدة الدرقية

  • تناول الدواء يوميًا على معدة فارغة مع كوب ماء فقط.
  • الانتظار 30–60 دقيقة قبل الإفطار.
  • تجنب شرب القهوة أو تناول الألبان مباشرة بعد الدواء.
  • ممارسة نشاط بدني منتظم مثل المشي أو اليوغا لتحفيز الأيض.
  • النوم المبكر لتقليل التعب وتحسين الهرمونات.
  • استشارة الطبيب قبل تناول أي مكمل غذائي جديد.

نصائح موسمية لتقليل الأعراض عند مريض الغدة الدرقية

  • في الشتاء: التركيز على الأغذية الدافئة مثل الشوربات والبقوليات المطهية جيدًا.
  • في الصيف: شرب كميات كافية من الماء وتجنب الجفاف الذي يزيد من الخمول.
  • في مواسم الحساسية: الانتباه إلى الأدوية الجديدة التي قد تتعارض مع علاج الغدة.

إن معرفة أطعمة لا يجب أن يتناولها مريض الغدة الدرقية أمر بالغ الأهمية للحفاظ على التوازن الهرموني وتفادي الأعراض المزعجة. ورغم أن الأدوية هي الأساس في العلاج، إلا أن تجنب الممنوعات الغذائية واتباع بدائل صحية يساهم بشكل كبير في تحسين جودة الحياة.

إذا كنت تعاني من أعراض مثل الخمول، زيادة الوزن، أو تسارع ضربات القلب، وتشك بأن السبب متعلق بالغدة الدرقية، لا تتردد في حجز استشارة مع طبيب مختص عبر إسأل لتلقي النصيحة والعلاج المناسب بسهولة ومن منزلك.

الأسئلة الشائعة حول أطعمة مرضى الغدة الدرقية

هل يجب أن يتجنب مريض الغدة جميع منتجات الألبان؟

لا، منتجات الألبان ليست ممنوعة بالكامل، ولكن يُنصح بتناولها بعد الدواء بساعتين على الأقل، لأنها قد تقلل من امتصاص هرمون الثيروكسين المستخدم في علاج قصور الغدة.
ويُفضَّل اختيار الأنواع قليلة الدسم لتجنب زيادة الوزن الناتجة عن بطء التمثيل الغذائي.


هل يمكن لمريض الغدة الدرقية تناول البروكلي؟

نعم، يمكن تناوله بكميات معتدلة بعد الطهي الجيد.
فالبروكلي والخضروات الصليبية الأخرى (مثل الكرنب والقرنبيط) تحتوي على مركبات قد تُضعف امتصاص اليود الضروري لعمل الغدة، لكن الطهي يقلل من تأثير هذه المركبات ويجعلها آمنة في النظام الغذائي.


هل الكافيين يضر مرضى الغدة الدرقية؟

الكافيين لا يسبب ضررًا مباشرًا، لكنه يقلل من امتصاص دواء الغدة إذا تم تناوله معه أو بعده مباشرة.
لذلك يُنصح بالفصل بين تناول الدواء والمشروبات المحتوية على الكافيين (مثل القهوة أو الشاي) لمدة لا تقل عن ساعة.


ما أفضل المكسرات لمريض قصور الغدة الدرقية؟

من أفضل الأنواع: الجوز البرازيلي واللوز، فهما يحتويان على السيلينيوم والزنك، وهما عنصران أساسيان لدعم وظيفة الغدة الدرقية وتحسين إنتاج الهرمونات.
لكن يجب تناولها باعتدال لأنها غنية بالسعرات الحرارية.


هل يمكن السيطرة على قصور الغدة الدرقية بالغذاء فقط؟

لا، الغذاء وحده لا يغني عن الدواء، فالعلاج الأساسي لقصور الغدة هو تناول الهرمون البديل الذي يصفه الطبيب.
لكن اتباع نظام غذائي متوازن يساهم في دعم فعالية الدواء، وتحسين الطاقة، وتقليل الأعراض مثل الإرهاق وزيادة الوزن.

فريق تحرير منصة Esaal.me، نشارك مقالات معرفية ومحتوى هادف يساعد القراء على تطوير حياتهم الصحية والنفسية، ويقدم معلومات موثوقة من خبراء مختصين. شغوف بالبحث والكتابة لتبسيط المفاهيم وتقديم حلول عملية تلهم القراء وتفيدهم.

إرسال التعليق

قد يفوتك