هل تأخر الدورة الشهرية عند الفتيات لمدة شهرين يسبب مشاكل صحية؟ الأعراض والعلاج

أسباب تأخر الدورة الشهرية للبنات لمدة شهرين: الأعراض والعلاج

الدورة الشهرية جزء طبيعي وأساسي من حياة كل فتاة بعد سن البلوغ. تحدث عادة كل 24–28 يومًا، وقد تختلف قليلًا من فتاة لأخرى. لكن في بعض الحالات، قد تتأخر الدورة الشهرية لفترات طويلة تصل إلى 42 يومًا أو أكثر. هذه الحالة تُعرف باضطراب الدورة الشهرية. كثير من الفتيات يعتقدن أن الحمل هو السبب الوحيد لتأخر الدورة، لكن الحقيقة أن هناك أسبابًا متعددة وراء تأخر الدورة الشهرية للبنات لمدة شهرين أو أكثر، منها ما هو نفسي ومنها ما هو هرموني أو مرضي.

في هذا المقال سنستعرض الأعراض، الأسباب، المضاعفات، وطرق العلاج، مع إجابة أهم الأسئلة الشائعة حول هذه المشكلة.

متى يبدأ القلق من تأخر الدورة الشهرية عند الفتيات؟

انقطاع الطمث الأولي

يحدث عندما لا تبدأ الدورة الشهرية لدى الفتاة بعد بلوغها سن الخامسة عشر. هذه الحالة نادرة ولكنها مؤشر قوي على وجود مشكلة في النمو أو في الهرمونات التناسلية، وغالبًا ما تحتاج إلى تقييم طبي متخصص مبكرًا.

انقطاع الطمث الثانوي

وهو الأكثر شيوعًا، حيث تتأخر الدورة بعد أن كانت منتظمة مسبقًا. إذا استمر الانقطاع لأكثر من شهرين متواصلين، يصبح من الضروري مراجعة الطبيب، خاصة إذا ظهرت أعراض إضافية مثل الألم الشديد أو النزيف المتقطع أو ظهور الشعر الزائد.

من هن الفتيات الأكثر عرضة لتأخر الدورة الشهرية؟

ليست كل الفتيات معرضات بنفس الدرجة. بعض الحالات الصحية تزيد من احتمالية التأخر:

• الفتيات المصابات بالسمنة المفرطة.
• المصابات باضطرابات الأكل مثل فقدان الشهية أو الشره المرضي.
• المصابات بخلل في الغدة الدرقية (فرط النشاط أو القصور).
• الفتيات اللواتي يعانين من مشاكل في التبويض مثل تكيس المبايض.

أعراض تأخر الدورة الشهرية للبنات

الأعراض تختلف حسب السبب، لكنها قد تشمل:

• زيادة نمو الشعر في الوجه أو الصدر أو البطن.
• استمرار الحيض أكثر من 7 أيام عند نزوله.
• تقلصات شديدة وألم في البطن.
• نزيف غير منتظم بين الدورات.
• حدوث الدورة مرة كل 45 يوم أو أكثر.
• اضطراب الدورة لثلاث سنوات متواصلة أو أكثر.

أسباب تأخر الدورة الشهرية للبنات لمدة شهرين

الخلل الهرموني

أحد أبرز الأسباب وأكثرها شيوعًا. التوازن بين الهرمونات (الاستروجين، البروجسترون، الأندروجين، والأنسولين) أساسي في تنظيم الدورة الشهرية.

• متلازمة تكيس المبايض (PCOS): تؤدي إلى زيادة هرمون الأندروجين، ظهور حب الشباب، نمو الشعر الزائد، وتكوين أكياس على المبايض مما يعطل الإباضة.
• الغدة الدرقية: فرط النشاط أو القصور يؤثر على انتظام الدورة.
• مقاومة الأنسولين: تزيد من فرص الإصابة بتكيس المبايض وبالتالي تأخر الدورة.

الإجهاد النفسي

التوتر اليومي أو الضغط النفسي بسبب الدراسة، العمل أو العلاقات الاجتماعية، يؤثر مباشرة على “منطقة تحت المهاد” في الدماغ المسؤولة عن تنظيم إفراز الهرمونات.

• الإجهاد المستمر يسبب خللاً في هرمون الغدد التناسلية.
• قد يؤدي ذلك إلى فقدان أو زيادة الوزن، وهو ما يعطل التبويض.

الرياضة العنيفة

النشاط البدني المفرط مثل التمارين القاسية لساعات طويلة يوميًا قد يؤدي إلى:

• خلل في هرمونات الغدة النخامية.
• تأخر التبويض وبالتالي انقطاع الحيض.

بينما التمارين المعتدلة (ساعة يوميًا) لا تسبب أي مشكلات.

النظام الغذائي

• نقص الحديد أو الكالسيوم أو الفيتامينات يؤدي إلى خلل في الهرمونات.
• الأنظمة الغذائية القاسية أو الحميات غير المتوازنة تسبب اضطراب الدورة.

الأدوية

بعض الأدوية تعطل انتظام الدورة الشهرية مثل:

• مضادات الاكتئاب.
• أدوية الغدة الدرقية.
• أدوية العلاج الكيميائي.
• مضادات الذهان.

الأمراض المزمنة

• مرض السكري: يرتبط اضطراب سكر الدم بعدم انتظام الدورة.
• مرض السيلياك (الاضطرابات الهضمية): يمنع الجسم من امتصاص العناصر الغذائية المهمة.
• متلازمة كوشينغ أو تضخم الغدة الكظرية.
• متلازمة أشرمان: تسبب تليف الرحم وتؤثر على نزول الحيض.

السمنة أو النحافة

• فقدان الوزن الشديد يوقف التبويض بسبب قلة الدهون اللازمة لإنتاج الهرمونات.
• السمنة تسبب زيادة إفراز الإستروجين مما يعطل التوازن الطبيعي للدورة الشهرية.
  

مضاعفات تأخر الدورة الشهرية

• هشاشة العظام: بسبب انخفاض هرمون الإستروجين، ما يجعل العظام أكثر عرضة للكسور.
• العقم: استمرار مشاكل التبويض قد يؤدي لصعوبة الحمل أو انعدامه مستقبلًا.

الفحص الطبي لتأخر الدورة الشهرية

عند مراجعة الطبيب يتم ما يلي:

• أخذ التاريخ الصحي الكامل ونمط الدورة الشهرية.
• فحص الدم لقياس نسبة الهرمونات.
• فحص مهبلي للكشف عن الالتهابات أو العيوب.
• استخدام الموجات فوق الصوتية للكشف عن الأورام الليفية أو تكيس المبايض.

علاج تأخر الدورة الشهرية للبنات

العلاج يختلف حسب السبب:

• العلاج الهرموني: بالبروجسترون أو حبوب منع الحمل.
• علاج الغدة الدرقية: في حال وجود خلل.
• الجراحة: لعلاج العيوب الخلقية أو الأورام الليفية.
• علاج اضطرابات الأكل: مع دعم نفسي وسلوكي.
• تغيير نمط الحياة: تحسين التغذية، ممارسة الرياضة باعتدال.
• مكملات غذائية: كالسيوم وفيتامين D للوقاية من هشاشة العظام.

نصائح للوقاية من تأخر الدورة الشهرية

• الالتزام بنظام غذائي متوازن يحتوي على الحديد والكالسيوم.
• ممارسة الرياضة بانتظام دون إفراط.
• تقليل التوتر من خلال تقنيات الاسترخاء مثل التأمل أو اليوغا.
• متابعة الوزن والحفاظ على معدل صحي لكتلة الجسم.
• مراجعة الطبيب بانتظام خاصة عند وجود تاريخ عائلي لمشاكل الدورة أو التكيس.

 تأخر الدورة الشهرية للبنات لمدة شهرين قد يكون طبيعيًا في فترة المراهقة، لكنه أحيانًا مؤشر على مشكلة صحية تحتاج لعلاج. لا تنتظري حتى تتفاقم الأعراض.

 يمكنك الآن استشارة أطباء النساء عبر منصة إسأل بسرية تامة وبأسعار مناسبة، والحصول على خطة علاجية مناسبة لحالتك.

الأسئلة الشائعة حول تأخر الدورة الشهرية للبنات

متى يكون تأخر الدورة الشهرية خطيرًا؟

يُعتبر التأخر مقلقًا عندما يتجاوز شهرين متتاليين أو يترافق مع نزيف غير طبيعي، ألم شديد، أو إفرازات غريبة, في هذه الحالة يجب مراجعة الطبيب لإجراء الفحوص اللازمة واستبعاد الأسباب المرضية.

هل الحمل هو السبب الوحيد لتأخر الدورة؟

لا، الحمل مجرد احتمال من بين عدة أسباب, فهناك عوامل أخرى مثل الاضطرابات الهرمونية، التوتر النفسي، فقدان الوزن السريع، أو بعض الأمراض المزمنة التي قد تؤدي إلى اضطراب الدورة.

هل تؤثر النحافة الشديدة على نزول الحيض؟

نعم، النحافة المفرطة ونقص الدهون في الجسم قد يوقفان عملية الإباضة، لأن الجسم يحتاج إلى نسبة معينة من الدهون لإنتاج الهرمونات المسؤولة عن الدورة الشهرية.

هل السمنة من أسباب تأخر الدورة الشهرية لمدة شهرين؟

نعم، السمنة من العوامل الشائعة لتأخر الحيض، إذ تؤدي زيادة الدهون إلى ارتفاع مستوى هرمون الإستروجين بشكل غير متوازن، مما يسبب اضطراب التبويض والدورة.

هل يمكن علاج تأخر الدورة طبيعيًا؟

في بعض الحالات يمكن تحسين انتظام الدورة بتعديل نمط الحياة، مثل:

• اتباع نظام غذائي متوازن.

• ممارسة النشاط البدني بانتظام.

• النوم الكافي وتقليل التوتر, لكن الحالات المزمنة غالبًا تتطلب تدخلًا طبيًا لتحديد السبب والعلاج المناسب.

هل تكيس المبايض يسبب تأخر الدورة دائمًا؟

غالبًا نعم، لأن تكيس المبايض يؤدي إلى خلل هرموني يمنع نضوج البويضات وانتظام الإباضة، مما يجعل الدورة الشهرية غير منتظمة أو متوقفة تمامًا في بعض الحالات.