ظاهرة التنمر

تعتبر مشكلة التنمر المدرسي، من أكتر المشاكل المنتشرة  في الأوساط المدرسية في جميع أنحاء العالم، ولقت اهتمام غير عادي من كل العاملين في مجال التربية والتعليم، لأنها بتعتبر سبب مهم ومؤثر في المشوار الدراسي للتلميذ. بلغت الظاهرة دي حد التوحش واتسمت بالتنمر كدلالة على تحول ردود أفعال الفرد وتفاعلاته لأفعال الحيوان في الغابة وتبني قانون البقاء للأقوى، وأصبحت المدارس مكان لعمليات تنمر يومية كانت بتتوصف في البداية على أنها دعابة بسيطة بين الأطفال ناتجة عن سنهم وخصائصهم الفيزيولوجية، لحد ما اتحولت لأشكال عنف شديد لازم نهتم بيها.

التنمر المدرسي من المشكلات اللي ليها آثار سلبية على المتنمر نفسه أو على الضحية، أو على البيئة المدرسية والمجتمع ككل؛ لأن التنمر بيعتبر عامل مانع لوظيفة المدرسة لأنه بيسبب الضرر للضحية وبيخليه منعزل مرفوض وغير مرغوب فيه ودا بيأدي لإنسحاب المتنمر عليه من صفوف الدراسة وبيسهل عليه بالتالي الانخراط في الأعمال الإجرامية في المستقبل.

وفي المقال دا، هنلقي الضوء على العلاقة بين التنمر والأدوار التربوية للمدرسة والأسرة كمجالين للتربية بينشأ فيهم الفرد ويتفاعل، بجانب تسليط الضوء على دور الأخصائي النفسي لتعديل السلوك دا وطرق حل مشكلة التنمر في المدرسة.

 

أهداف المقال

موضوعات المقال الفرعية

أ –  تعريف التنمر وأنواعه وأسبابه داخل الأوساط المدرسية.

ب-  أسباب تحول المدرسة الحديثة لمجال لممارسة التنمر.

ج-  معرفة أهم الآثار الناتجة عن ظاهرة التنمر المدرسي .

د – معرفة دور الأخصائي النفسي  لتعديل سلوك التنمر.

ه- طرح أهم الحلول المقترحة للتقليل من ظاهرة التنمر.

موضوع المقال

 

بيتمثل موضوع المقال في ظهور فعل التنمر داخل المدارس من التلاميذ، واللي سبب مشاكل كتيرة بتعيق من عمل المؤسسات التربوية وبتمنعها من أداء دورها التربوي.

ومن هنا بتيجي أهمية المقال دا كونه بيسلط  الضوء على  ظاهرة ومشكلة تربوية واجتماعية خطيرة جدًا في مجتمعنا من حيث انتشارها وتعدد أشكالها، بالإضافة لنتائجها السلبية على العملية التربوية واللي ممكن توصل للقتل، التشويه، التشهير، وممكن توصل ضحاياها للانتحار والعزلة الاجتماعية.




تعريف التنمر المدرسي

يعتبر ألويس من أوائل اللي عرفوا التنمر تعريف علمي مبني على تجارب بحثية، وعرفه على أنه شكل من أشكال العنف المنتشرة جدًا بين الأطفال والمراهقين ويعني التصرف المتعمد للضرر أو الإزعاج من جانب واحد أو من أكتر من فرد. 

ممكن يستخدم المتنمر أشكال مباشرة للتنمر، والتنمر المباشر هو هجمة مفتوحة على الآخرين عن طريق العدوان اللفظي أو البدني، والتنمر الغير مباشر هو اللي بيستخدمه الفرد علشان يعمل إقصاء اجتماعي زي: نشر الإشاعات، وممكن يكون التنمر الغير مباشر ضار جدًا على أداء الفرد زيه زي التنمر المباشر. 

 

جلبرت: ممكن يختلف الباحثين في تعريف التنمر، لكن الغالبية بيصفوه على أنه أذى جسمي أو لفظي بيقوم بيه المتنمر تجاه شخص أضعف منه، أو أصغر منه، أو أقل شعبية، أو أقل شعور بالأمان من خلال الضرب أو التعنيف أو الطلب منه أنه يقوم بأعمال غصب عنه، أو رفض الشخص نفسه وإبعاده عن المجموعة.

 

يورد أدمز في تعريفه للفعل التنمري بأنه عبارة عن استغلال بعض الأطفال لقوتهم البدنية أو شعبيتهم أو حتى سلاطة لسانهم بهدف إذلال طفل تاني أو إخضاعه. وفي بعض الأوقات علشان يحصلوا على اللي عايزينه. ونقدر نصنفه لتنمر مباشر زي: الدفع، الخناق، الكره، أو غير مباشر زي: إثارة الشغب، الإشاعات، استخدام الألفاظ المؤذية.

 

أنواع التنمر المدرسي 

 

  1. التنمر الجسمي: وهو العنف اللي بيمارسه المتنمر على ضحيته وبيكون بالضرب والصفع والقرص وكل فعل بيضر بجسم الضحية.
  2. التنمر اللفظي: وبيكون بالسب والشتايم وتسمية الضحايا بأسماء وألقاب مزعجة وسخيفة.
  3. التنمر الجنسي: وبيكون عن طريق تسمية الضحية بمسميات جنسية أو التحرش بيه لفظيًا أو بملامستهم جسديًا أو دعوتهم لممارسة الجنس.
  4. التنمر في العلاقات الاجتماعية: عن طريق منع الطالب من اللعب مع مجموعة معينة والتعامل مع أفرادها بالإضافة لمنعهم من ممارسة أنشطتهم ومضايقتهم.
  5. التنمر في الممتلكات: أخذ أشياء الآخرين والتصرف فيها غصب عنهم أو عدم إرجاعها أو إتلافها.

وممكن يرتبط أكتر من شكل من أشكال التنمر مع بعض زي اللفظي مع الجسدي أو الجسدي مع الاجتماعي وغيرهم.

  1. التنمر الالكتروني: التنمر النهاردة ممكن يكون متطور أكتر عن طريق الوسائل الجديدة زي الإنترنت على شكل ارسال رسايل على الايميلات أو الموبايلات، أو نشر إشاعات على شبكات التواصل الاجتماعي ودا بيدي مساحة إضافية للتنمر.

 

خصائص المشاركين في فعل التنمر

بتشمل عملية التنمر 3 فاعلين وهما:

  1. المتنمر bully
  2. الضحية victim
  3. المشاهد / المتفرج bystander

 

  • المتنمر: وصف أوليز الطلبة المتنمرين بأنهم مسيطرين على الآخرين وبيحبوا الاحساس بالقوة ولكنهم ودودين مع أصدقائهم. وبيعتقد الباحثين أن الرغبة في القوة هي السبب في عملية التنمر، وزادت الرغبة دي من خلال الأفكار والإشاعات عن التنمر، وأدوار المؤسسات الإعلامية والأفلام اللي بتصور قدرات البطل ومهاراته العالية. ومن صفاتهم كمان القسوة، وأفكارهم الغير عقلانية، وبيعتقد ويري ستيون وماهي أن القوة هي الصفة البارزة عند الأطفال المتنمرين بالإضافة للسيطرة والرغبة في القوة.

 

صنف وونج المتنمرين لنوعين وهما:

  1. المتنمرين العدوانين: ودول بيكونوا مشهورين أكتر، وعندهم ثقة في نفسهم وبيميلوا للاندفاع والقسوة والقوة والعنف ، وبيعتقدروا أن العنف هو الطريقة الوحيدة للحفاظ على مكانتهم القوية وحل مشاكلهم وفرض سلطتهم.
  2. المتنمرين السلبين: وهما اللي بيأيدوا فعل المتنمرين العدوانين، وبيبدأوا في المشاركة بشكل نشط بعد حدوث التنمر، لكن مش بيتنمروا بنفسهم وبيكونوا مخلصين وأوفياء جدًا للمتنمرين العدوانين.
  • الضحية

الضحية هو الطفل اللي بيكافئ المتنمر ماديًا أو عاطفيًا عن طريق عدم دفاعه عن نفسه، أو إعطاء جزء من مصروفه أو كله للمتنمرين، وبيسمع كلام وطلبات المتنمرين بسهولة، ومعروف بأن مهاراته الاجتماعية قليلة وصعيفة، ومش بيشارك في أي جماعات اجتماعية، وبيتفادى بعض الأماكن وبيغيب عن المدرسة خصوصًا في حالة قلة الإشراف والمتابعة المدرسية، والميزة الأكبر أن المتنمرين بيشوفوه ضعيف جسديًا وعنده عدد قليل من الأصدقاء.

 

  • المتفرج

هو اللي بيتفرج ومش بيشارك، عنده شعور بالذنب بسبب فشله في التدخل، وعنده خوف شديد. وبيبان مشوش في أغلب الأوقات مش عارف الصح من الغلط، وعنده ضعف في الثقة بالنفس واحترام ذات قليل، وبيحس أنه لازم مايعملش حاجة علشان يكون في أمان اكتر.

وبيصنف دكريسون المتفرجين لنوعين:

  1. المتفرجين الرافضين للاستقواء: ودول بيلاحظوا وبيشوفوا بدون أي تدخل منهم ودول بيكونوا مفتقدين للثقة بالنفس، وعندهم خوف من أنهم يكونوا ضحايا في المستقبل.
  2. المتفرجين المشاركين في الاستقواء: وهما اللي بيشاركوا في الاستقواء بالهتاف أو لوم الضحية أو المشاركة الفعلية.

أسباب التنمر المدرسي كتيرة ومتشعبة ومترابطة وبتنقسم إلى:

 

  1. الأسباب النفسية: ودي بتكون مبنية على الغرائز والعواطف، والعقد النفسية والإحباط، والقلق والاكتئاب. فالغرائز هي استعدادات فطرية نفسية كبيرة بتدفع الفرد لإدراك بعض الأشياء من نوع معين، وأن الفرد يحس بانفعال شديد عند إدراكه لنفس الحاجة، وأنه يسلك سلوك خاص، ولما بيحس الطفل أو المراهق بالإحباط في المدرسة مثلًا لما بيكون مهمل ومش لاقي اهتمام بيه وبشخصيته دا بيولد عنده احساس بالغضب والتوتر بسبب وجود عوائق بتمنعه من تحقيق أهدافه واللي بالتالي بيأدي لممارسته سلوك العنف والتنمر، سواء على الآخرين أو على نفسه لاحساسه أن دا بيفرغ صغوطه وتوتره. بالإضافة لأن الأسرة بتطلب من الطالب الوصول لمستوى عالي من التحصيل الدراسي أعلى من قدراته وإمكانياته.  كل دا بيأدي في النهاية للاكتئاب وتفريغ الكبت من خلال ممارسة سلوك التنمر.
  2. الأسباب الاجتماعية: بتتمثل في كل الظروف المحيطة بالفرد من الأسرة والمحيط السكني، المجتمع، جماعة الأصدقاء، وسائل الإعلام، وبيئة المدرسة. ففي نطاق الأسرة بتتراوح معاملة الآباء للأبناء مابين العنف اللي ممكن يوصل لحد الإرهاب، وبين الدلع اللي ممكن يوصل لحد التحرر المطلق. العنف بيولد عنف، وكمان غياب الأب عن الأسرة ووجود أم مكتئبة ، أو مشاكل الطلاق بين الزوجين وأثرها على الأبناء، والعنف الأسري اللي ممكن يسود في بعض الأسر ، كل العوامل دي بتكون بيئة خصبة لتوليد العنف والتنمر عند الأفراد، ولو كانت الأغلبية خارج المدرسة عنيفة، فالمدرسة هتكون عنيفة، لأن الطالب في بيئته خارج المدرسة بيتأثر بثلاث عوامل أساسية وهما الأسرة، المجتمع، والإعلام.
  3.  الأسباب المدرسية: وبتشمل السياسة التربوية، ثقافة المدرسة، المحيط المادي، الأصدقاء في المدرسة، دور المدرس وعلاقته بالطلاب والعقاب، وغياب اللجان المختصة، فالعنف اللي بيمارسه المدرس على الطلاب مهما كان نوعه، مش هيقف عند حدود طاعة الطالب ليه ولازم هيسيب أثر وهينتشر علشان يكون رأي عام مضاد ليه بين طلبة الفصل والمدرسة، وممكن يوصل لدرجة التنمر المضاد سواء المباشر أو الغير مباشر، وممكن تكون الممارسات الاسفزازية الخاطئة من بعض المدرسين وضعف التحصيل الدراسي للطالب، والتأثير السلبي لجماعة الأصدقاء، والهزار والاستهتار من الطلبة، والخصائص الشخصية والنفسية الغير سوية، وضعف العلاقة بين المدرسة والأهل، والظروف والعوامل الأسرية والمعيشية للطالب، وضعف شخصية المدرس، أو أسلوبه الديكتاتوري، والتمييز بين الطلبة، وعدم إلمام المدرس بالمادة الدراسية، كل دي عوامل ممكن تساعد في تقوية وظهور سلوك التنمر من بعض الطلبة.

 

بالإضافة لأن في عوامل تانية ممكن تساهم في تقوية فعل التنمر الدراسي بشدة منها: مشاهدة الأفلام الكرتونية العنيفة، وممارسة الألعاب الالكترونية العنيفة وقنوات المصارعة، ودا اللي أدى لتقليد بعض الشخصيات الكرتونية واستخدام الألفاظ العنيفة ومحاولة العيش في دور الأبطال وتشكيل مجموعات وفرق زي العصابات.

 

وبالنسبة لهدف المقال المتمثل في معرفة سبب تحول المدرسة من مجال لتقليل العنف لمجال لممارسة التنمر، مهم نوضح النقط دي:

المدرسة ليها أهمية كبيرة في حياة الفرد، لأنها بتقوم بدور التربية والتعليم مع بعض وبتخلي الطلاب واعيين وقادرين أكتر على حل مشاكلهم الاجتماعية والنفسية، وتطويرهم علشان يكونوا أفراد فعالين في المجتمع، بجانب أنها بتعمل على تكوينهم عقليًا وجسميًا وتهذيب سلوكهم، لكن مؤخرًا بدأنا نلاحظ مشكلات اجتماعية مختلفة بتمتد جذورها لأسباب مدرسية من بينها مشكلة التنمر الدراسي.

التنمر النهاردة أصبح مشكلة منتشرة وخطيرة في المدارس، وبيأكد بدويل Badwell أن التنمر بيحصل داخل المدرسة وخارجها، إلا أن اللي بيحصل داخل المدرسة أكتر حيث تعتبر الساحة المدرسية أكتر الأماكن اللي بيتم فيها التنمر، بالإضافة للممرات ودورات المياه، والفصل، وبيختار المتنمرين ضحاياهم من طلبة قريبين منهم في السن أو أصغر منهم.

دا بيرجع لضعف دور المؤسسات التعليمية في التربية النفسية للطالب، وتنمية مهارات الكفاءة الاجتماعية والأخلاقية عنده بشكل يسمحله بالتعرف بشكل مناسب وفعال.

بالإضافة لأن عدم وضوح القواعد المدرسية اللي لازم يتبعها الطلاب والتذبذب فيها بيأدي لزيادة نسبة الأفعال العنيفة بين الطلاب. بجانب الإفتقار للأنشطة الفعالة داخل الفصل الدراسي واللي بتشغل وقت الطالب وبتلبي حاجاته النفسية والاجتماعية بينتج عنها طلبة بيلجأوا للعنف كوسيلة لتفريغ طاقتهم.

 

وفيما يخص هدف المقال المتمثل في الكشف عن الآثار الناتجة عن ظاهرة التنمر المدرسي، اللي من أهمها:

  1. عدم احساس المتنمر بالذنب عند إيذاء الآخرين: ودا بينتج عن كتر ممارسة فعل التنمر والعنف والعدوان.
  2. الإجرام في المستقبل: التنمر بيأدي بالمتنمر للإنخراط في الأعمال الإجرامية في المستقبل.
  3. الحزن والإحباط: واللي بيعاني منهم ضحايا التنمر، لأن الحالة اللي بيعيشها ضحية التنمر من خوف وعنف مستمر من المتنمر ممكن تأدي لحالة من العزلة وعدم الانتماء وبالتالي الاحساس بالحزن وعدم القدرة على تكوين أي علاقات اجتماعية مع زمايله.
  4. فقدان الثقة في النفس: واللي بتصيب ضحايا التنمر نتيجة للخوف وعدم القدرة على الدفاع عن النفس.
  5. القتل والانتحار: بيعتبر الانتحار من أخطر الآثار اللي ممكن يوصل ليها ضحية التنمر علشان يتخلص من سخرية زمايله والخوف اللي بيعيشه كل يوم، بالإضافة لأن الضحية ممكن يقتل المتنمر كشكل من أشكال الانتقام.
  6. الإصابة بالأمراض المزمنة: زي القلب والضغط والسكر كنتيجة للضغوطات اللي بيعيشها الضحية.
  7. عدوانية الضحايا: وبتكون على شكل ردود أفعال على سلوكيات المتنمر وممكن يأدي بيهم العدوان لأنهم يبقوا متنمرين في المستقبل.
  8. عدم الالتزام بحضور المدرسة / الغياب المتكرر: لأن ضحايا التنمر بيلجأوا لكثرة الغياب بدون عذر من المدرسة لتفادي مواجهة المتنمر بجانب الكره والعقاب اللي بيتعرض ليه المتنمر داخل المدرسة.
  9. تدني التحصيل الدراسي للتلاميذ: سواء بالنسبة للمتنمر أو الضحية فالمتنمر ممكن يتعرض للضرب أو العقاب من طرف الإدارة المدرسية، واللي بيأدي لكره المتنمر للدراسة وعدم اهتمامه بيها، أما الضحية فبيتسبب غيابه المستمر من المدرسة لتدني التحصيل الدراسي ليه.
  10. العبث بممتلكات المدرسة: وهو شكل من أشكال التنمر واللي بيقوم بيه المتنمر وبيعمل على تخريب ممتلكات المدرسة وأجهزتها.

 

دور الأخصائي النفسي في مواجهة ظاهرة التنمر:

  1. حماية كل طالب من قبل المدرسة وعدم تعرضه للإيذاء من زمايله، بمعنى أن لازم تكون البيئة المدرسية آمنة.
  2. وضع كاميرات مراقبة في الممرات والساحات؛ لضبط أي سلوك خاطئ للطلاب.
  3. وضع قوانين صارمة من المدرسة للطلاب اللي بيأذوا زمايلهم سواء بدنيًا أو نفسيًا.
  4. تحفيز روح التعاون والمحبة والود من خلال جماعات المدرسة.
  5. متابعة سلوكيات الطلبة وتصحيح السلوكيات الخاطئة ومعالجتها.
  6. زرع الوازع الديني والأخلاقي في الطلاب وحبهم للتسامح والاحترام والتعاون ومساعدة الضعيف.
  7. متابعة أحوال الطلاب واعطائهم دورات تدريبية تثقيفية عن ظاهرة التنمر وأضرارها وضرورة التخلص منها ومعرفة مين عنده مشاكل نفسية أو ظروف اجتماعية واقتصادية ودعمهم.

 

بعض الحلول المقترحة للتقليل من ظاهرة التنمر الدراسي:

من خلال الدراسات السابق ذكرها واطلاع الكاتبة على بعض المتغيرات اللي بتأدي للتنمر، تم تقسيم الحلول لقسمين وهما الإجراءات الوقائية اللي بتقوم بيها الأسرة، وإجراءات وقائية بتقوم بيها المدرسة.

 

  1. الدور التربوي للأسرة: الأسرة هي العنصر الأساسي للمجتمع، بيمارس أعضائه وظائف وليهم حقوق وعليهم واجبات، والأسرة مش بس هي أساس وجود المجتمع، لكن كمان هي مصدر الأخلاق والدعامة الأولى لضبط السلوك والإطار اللي بيتلقى منه الإنسان أول دروس الحياة الاجتماعية، فالأسرة بتعتبر أم كل المؤسسات الاجتماعية التانية، وهي حقيقة واقعية مش ممكن نستغنى عنها، وبتقوم بمسؤولية التربية والتعليم والتثقيف، فالأسرة هي كيان مرتبط بالمجتمع وتماسكها والحفاظ عليها هو استقرار المجتمع.

وعلشان تقدر الأسرة تربي أبنائها تربية سليمة وتوجههم توجيه سليم خالي من كل أنواع العنف والتنمر لازم:

  • يتم الاتفاق في اتخاذ القرارات بين الوالدين وفي أسلوب تربية الأبناء.
  • عدم التساهل في التربية واستخدام العقاب في مكانه.
  • البعد عن استخدام أسلوب العنف في البيت وتشجيع الأبناء على استخدام الحوار وطرح المشاكل وإيجاد الحلول ليها حتى لو غلطوا.
  • تنمية وتطوير الوعي التربوي عند الأسرة وبيتم دا بحضور الاجتماعات والندوات والدورات التثقيفية المختلفة.
  • زيارة أولياء الأمور للمدرسة بين فترة للتانية لمتابعة سلوك أبنائهم والتنسيق مع المرشد في كيفية العمل المشترك لعلاج السلوك العدواني لأبنائهم.
  • ضرورة تحديد السلوك الاجتماعي السئ اللي بيلزم التعديل أولًا.
  • القيام بتدريب الأبناء على التخلص من أوجه القصور اللي ممكن بتسبب السلوك العدواني عن الابن.
  • عدم الإسراف في أسلوب العقاب اللفظي أو البدني.
  • إشغال وقت الفراغ بالتشجيع على ممارسة الرياضة.
  • الاعتراف بمشكلة التنمر وعدم إخفائها سواء من طرف المدرسة أو الأسرة.

 

  1. الدور التربوي للمدرسة: المدرسة الحديثة بترتكز على مفهوم المرافقة المدرسية للطالب باعتبار الفاعلين التربويين داخل المدرسة هما موجهين بدل ما يكونوا مجرد ملقنين للمعلومة، لأن مهمة المدرسة الحديثة  هي تعليم الطفل إزاي يحل مشاكله ويواجهها  بدل تقديم معلومات جافة، ومهمة المدرسين مرافقة تلاميذهم ومصاحبتهم خصوصًا في المراحل الأولى من التعليم لأن الطفل بيقضي وقت أطول في المدرسة، فهو مش محتاج يتلقي المعلومات بس لكن كمان محتاج لحد يدعمه بنضج في حل مشاكله والتعبير عن رأيه وطرح أفكاره بحرية بدون خوف بجانب الإلتزام بقوانين المدرسة بدون فرضها بالقوة.

علشان كدا، المدرسة لازم تاخد بالها من:

  • تفعيل دور المرشد التربوي خصوصًا في المدارس الابتدائية طول الموسم الدراسي، وبصورة خاصة في الساحات،ودورات المياه والمطاعم المدرسية وهي الأماكن اللي بتشهد أكبر احتكاك بين الطلاب، بالإضافة لمراقبة الأماكن البعيدة داخل المدرسة، ومراقبة تجمعات الطلاب.
  • نشر ثقافة التسامح والمحبة في المدرسة عن طريق إقامة ندوات للأطفال مناسبة لسنهم، وتشجيع وتقديم الهدايا للتلاميذ المتسامحين الغير عنيفين لأن الطالب في سنوات دراسته الأولى بيحاول دايمًا يكون محبوب ومثال وبطل في مدرسته.
  • تشجيع الطلاب على الإبلاغ على أي فعل تنمر في المدرسة بجانب التدخل الإيجابي لمنع المشاجرات بين زملائهم.
  • التعامل بحزم مع الطلاب المتنمرين.
  • العدل من طرف المدرسين في التعامل مع الطلاب بدون تمييز لأن التمييز بيثير الغيرة في نفوس الطلاب ودا بيخليهم يكرهوا بعض.
  • عدم معاقبة التلميذ المتنمر إلا بعد سماع سبب استعاماله للعنف لأن بعض الأسباب ممكن تتعالج بالود.
  • السماع لشكوى الطلاب بجدية ومعاقبة الطلاب المخطئين لأنه بكدا، بيثق الطالب في الإدارة المدرسية بشكل أكبر وبينتشر بين الطلاب قانون أنه اللي بيغلط بيتعاقب.
  • استعمال أساليب العقاب على حسب درجة خطأ الطالب.
  • عدم إهانة الطالب أو السخرية منه أو من عائلته مهما كان حجم غلطه.
  • ممكن تشرك المدرسة الطلاب في حل مشكلة التنمر في المدرسة عن طريق كلمة عن التنمر للإذاعة المدرسية، أو لصق لوح فيها حكمة مدرسية عن التنمر، وكمان عمل بحث على التنمر المدرسي كل فترة. 

 

وبتبقى أحسن الحلول في مواجهة التنمر دايمًا تكامل الأدوار بين المدرسة والأسرة، وقيام كل مؤسسة بدورها على أكمل وجه وعدم إرجاع فشل الطالب أو مشاكله للأسرة أو المدرسة.

 

خلاصة عامة:

التنمر المدرسي من أخطر المشاكل الدراسية سواء على المتنمر أو الضحية أو البيئة المدرسية أو على المجتمع ككل.

 علشان كدا، لازم يتم نشر الوعي بظاهرة التنمر والاهتمام بيها وخلق مجال تربوي آمن للدراسة والتنسيق بين كل من المدرسة، الأسرة، والمجتمع المدني في محاربة الظاهرة دي علشان يكون في دايمًا حل شامل ومتكامل لجوانب الظاهرة دي وأسبابها. فلازم يتم تفعيل التنشئة الاجتماعية السليمة والمتوافقة مع المحيط الخارجي للطفل، وكمان تفعيل المرافقة المدرسية للتلاميذ في المدرسة.

واحنا ركزنا في دراستنا دي على الدور التربوي للأسرة، بجانب المرافقة المدرسية للمدرسة كحلين لتقليل ظاهرة التنمر الدراسي باعتبار أن المجالين دول أهم المجالات اللي بيتفاعل فيها الطالب وبيكتسب شخصيته وبيهذب سلوكه فيها، بالإضافة لأننا بعدنا عن تتبع ظاهرة التنمر المدرسي تتبع تاريخي واكتفينا بالبحث عن الأسباب والآثار واقتراح بعض الحلول.

الاقتراحات والتوصيات:

من خلال الدراسات السابقة المختلفة والمتنوعة، توصلت الكاتبة للاقتراحات والتوصيات التالية:

  1. الاهتمام بظاهرة التنمر المدرسي كمشكلة تربوية بتهدد المجتمع.
  2. إشراك المجتمع المدني في محاربة التنمر.
  3. التعاون بين المدرسة والأسرة في إيجاد بيئة مدرسية آمنة.
  4. إعداد برامج للتكفل بالمتنمرين.
  5. تفعيل دور المرشد التربوي كفاعل داخل المجال التربوي.
  6. إعداد بيئة مدرسية مناسبة للطلاب.
  7. متابعة الطلاب في مختلف الأماكن داخل المدرسة.
  8. إتباع سياسة تربوية معينة بتشجع على التسامح والتضامن والتعاون.
  9. تشجيع أسلوب الحوار والمناقشة داخل المدرسة والأسرة.
  10. إقامة ندوات داخل المدرسة لتوعية الطلاب بخطورة التنمر المدرسي.
  11. وضع ميثاق الفصل بيوضح حقوق جميع الفاعلين وواجباتهم وعقوبة مخالفة أي من بنود الميثاق.

 

خاتمة المقال:

التنمر المدرسي، الاستبداد، الاستقواء أسماء مختلفة لظاهرة سلبية  نشأت في المجتمعات الغربية وبدأت تنتشر انتشار رهيب لغاية ما وصلت المجتمعات العربية وخاصة في المدارس ودا بسبب الغزو الإعلامي والثورة التكنولوجية الغربية.

التنمر بيكون عن طريق التحرش أو الاعتداء اللفظي أو المادي وإتباع سياسة الترهيب والتخويف والاعتداء اللي بيتم ممارستهم داخل المدرسة وبين الطلاب ودا بيأدي لمشاكل تانية زي التسرب والفشل الدراسي وممكن توصل للرغبة في الانتقام عن طريق القتل أو الهروب عن طريق الانتحار بالنسبة للضحايا، بجانب أن الطلاب اللي بيمارسوا التنمر أثبتت الدراسات أنهم معرضين أكتر للفشل واحتمالية ارتكاب الجرائم في سن بدري.

زي ما وضحنا في جزء سابق في المقال، نقدر نواجه التنمر من خلال تقوية الوازع الديني وزرع المبادئ والقيم الأخلاقية للطفل من الطفولة، واللي بتشمل التسامح وحب الخير ومساعدة المحتاجين والضعفاء، والعمل على تربية الأبناء في جو أسري بعيد عن العنف والاستبداد، بجانب تعزيز الثقة في النفس وتعزيز قوة الشخصية والمساعدة في بناء علاقات من الصداقة المبنية على الحب والتفاهم، والصحبة الصالحة وترك باب الحوار مفتوح والقيام بتعويد الأطفال على الدفاع عن النفس وتعزيز قوتهم البدنية والنفسية وتعوديهم على الثقة في النفس والعمل على المتابعة المستمرة لسلوكياتهم وخصوصًا في سن المراهقة والحد من أي سلوكيات غلط يقوموا بيها والعمل على معالجة العادات الغلط.

 

زي ما عرضنا أنه لازم يقوم الأخصائي النفسي بتوعية كل أبوين لمتابعة أبنائهم وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي مع ملاحظة أي نشاط بيقوموا بيه. 

استثمار أوقات الفراغ وأي طاقات عندهم من خلال توفير البرامج والأنشطة المختلفة مع اتباع كل النصايح الموجهة من المدرسين والأخصائيين النفسيين المتواجدين في المدارس، والعمل على اللقاء الدوري مع الأخصائي الخاص، العمل على التركيز في أي علامة توضح وجود المتنمر، واللي بتظهر على سلوكيات الأطفال.

 

كمان لازم يتم عرض الطفل المتنمر على الأخصائي النفسي أو الاجتماعي لمعالجة سلوكه الغلط.

 

وهدفنا من المقال دا معرفة أهم الأسباب اللي أدت لانتشار ظاهرة التنمر المدرسي وكمان فهم سبب تحويل المدرسة الحديثة لمجال لممارسة التنمر وتوضيح دور الفعال اللي ممكن يقوم بيه الأخصائي النفسي لمواجهة الظاهرة دي والتقليل من انتشارها، بالإضافة لاقتراح أهم الحلول لمحاربة ظاهرة التنمر السلبية.

قائمة المراجع:

  1. إبراهيم أحمد حسن ( 2007) “الخدمة الاجتماعية في مجال الأسرة والخدمة الإجتماعية”، جامعة الفيوح، مكتبة الصفاء والمروة للنشر والتوزيع، دون ط، دون بلد
  2. أسامة حميد حسن الصوفي وفاطمة هاشم قاسم مكي، “التنمر المدرسي وعلاقته بدافعية الإنجاز لدى تلاميذ المرحلة الإعداداية”، مجلة كلية التربية العدد السابع، بناير 2015 جامعة بورسعيد.
  3. على موسى الصبحيين، محمد فرحان القضاة : (2013) “سلوك التنمر عند الأطفال والمراهقين (مفهوه أسبابه علاجه)”، الطبعة الأولى، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، الرياض، المملكة العربية السعودية.
  4. محمد أحمد أبو سحلول وآخرون، “واقع ظاهرة التنمرالمدرسي لدى طلبة المرحلة الثانوية في محافظة خان يونس وسبل مواجهتها”، مديرية التربية والتعليم، خان يونس، 2017 – 2018.
  5. مزوغي زينب المبروك. 2021. “دور المرشد النفسي في علاج ظاهرة التنمر لدى طلاب المدارس”، الجزء الأول (يونيو) مجلة القرطاس للعلوم الانسانية والتطبيقية.
  6. قطامي نايفة، الصرايرة منى (2009) “الطفل المتنمر”، طا، دار المسيرة للنشر و التوزيع والطباعة، عمان، الأردن.
  7. نورة سعد القحطاني (2008) “التنمر بين الطلاب وطالبات المرحلة المتوسطة في مدينة الرياض “دراسة مسحية دراسة واقتراح برامد التدخل بما يتناسب مع البيئة المدرسية، رسالة دكتوراه غير منشورة، كلية التربية، جامعة الملوك سعود.

التنمر مشكلة حقيقية وكبيرة خصوصًا في مرحلة المراهقة لأنها بتأثر على باقي مراحل حياة الفرد. لو ابنك بيعاني من التنمر أو هو شخصيًا بيمارس التنمر على زمايله تقدر تحجز دلوقتي جلسة مع (نيفين حمزة)، أخصائي نفسي إكلينيكي، صاحبة المقال والمتخصصة في مشاكل الأطفال، مشاكل المراهقة، الإضطرابات النفسية لدى الراشدين، الرهاب الإجتماعي، الوسواس القهري، والاكتئاب بكل سهولة وبضغطة واحدة من على موقع اسأل الإلكتروني من هنا: https://esaal.me/ar/book-session/Nevin-Hamza?catId=14 بكل خصوصية وأمان.

 

#دعم_المراهقين

#مرحلة_المراهقة

#ظاهرة_التنمر

#أساليب_مواجهة_التنمر

فريق تحرير منصة Esaal.me، نشارك مقالات معرفية ومحتوى هادف يساعد القراء على تطوير حياتهم الصحية والنفسية، ويقدم معلومات موثوقة من خبراء مختصين. شغوف بالبحث والكتابة لتبسيط المفاهيم وتقديم حلول عملية تلهم القراء وتفيدهم.

إرسال التعليق

قد يفوتك