تأهيل المدرسين والأهالي لدعم نمو المراهقين بشكل صحي
بنسمع ناس كتيرة بتشتكي من فترة المراهقة وبتوصفها أنها مزعجة.
لكن الحقيقة أن الفترة دي زيها زي باقي فترات حياة الإنسان لكن هي مهمة وحيوية وفارقة في حياته لأنه بيخرج من فترة الطفولة اللي كان مبيقدرش يميز فيها بين الأشياء لفترة بتأهله أنه يكون شخص راشد ناضج مسئول عن نفسه ومتحمل مسؤلية علاقاته بالآخرين.
وبكدا المشكلة مش في المرحلة نفسها لكن في عدم الإلمام بطبيعتها واحتياجات المراهقين فيها، وإزاي يدعم الأهالي أبنائهم علشان يكبروا بصحة خلال المرحلة الفاصلة دي من حياتهم. المدرسين كمان من الناس المؤثرين في المرحلة دي بسبب دورهم في تعليم الأطفال ومعاملتهم ومساعدتهم في فهم نفسهم وقدراتهم.
ودلوقتي خلينا نسأل السؤال الأهم
إزاي يتعامل الأهالي والمدرسين مع المراهقين لتحقيق نمو سوي؟؟
وعلشان نجاوب السؤال دا محتاجين نعرف أكتر عن طبيعة المرحلة.
في مرحلة المراهقة بيكتمل نمو العقل والنمو الجنسي، ودا بيخلي الشخص عايز يفكر في أي حاجة وبيزوّد رغبته في تكوين شخصية مستقلة عن أي شخص تاني ودا بيزعج الأهالي أوقات ولكنه في الحقيقة احتياج أساسي في المرحلة دي وضروري يساعد الأهالي والمدرسين المراهقين في اشباع الاحتياج دا علشان يضمنوا نمو سوي، عن طريق الكلام معاهم عن اللي نفسهم يحققوه واللي مش حابينه ويتناقشوا معاهم ويطرحوا وجهة نظرهم بدون فرضها عليهم ويحترموا وجهة نظرهم حتى ولو كانوا مش متفقين معاها ويكونوا واعين أن وجهة نظرهم بيكون فيها احتياج محتاجين يلبوه سواء كانت أنهم عايزين يبقوا محبوبين، مهمين، أو ذو قيمة.
مهم كمان يبدأوا مع أبنائهم من الطفولة، لأن دور الأسرة في الصحة النفسية للطفل كبير وبيأثر عليه في مرحلة المراهقة، ومهم يعلّموا المراهقين أن كل حاجة ليها وجهات نظر مختلفة ويلفتوا نظرهم للي عايزينهم يخدوا بالهم منه مع توضيح السلبيات والإيجابيات للأشياء وتوجيهم في أنهم يتأكدوا من الأمور اللي بيقولوها ليهم وهما مش مصدقينهم فيها ويتقبلوا فكرة أنه مش شرط يتفقوا معاهم أو أنهم يعملوا اللي عايزينه ولأنهم عايزين يكون ليهم شخصية مستقلة ولكن مجرد توجيهم وتعليمهم أن تحمل مسؤولية نفسهم معناها أنهم هيتحملوا نتائج قراراتهم سواء كانت صح أو غلط وأن الشباب والقوة مش معناهم أن الشخص يضيع وقته في اللي يضره لكن بالعكس المسؤولية بتلزمه أنه ياخد باله من نفسه ويخليها شئ كبير، وكمان تقبل المدرسين أنهم ممكن يحبوا يحلوا المسائل بطريقة غير اللي اتشرحت ليه منهم أو أنهم بيفكروا بطريقة مختلفة، ومطلوب من المدرس هنا أنه يكون مرن ويفهم أن طلابه بيفكروا بطريقة مختلفة ومايمنعهمش أو يخليهم يفتكروا أن طريقته هي الطريقة الوحيدة الصحيحة علشان مايأذيش الطلاب ومايمنعش اختلاف شخصيتهم وفروقهم الفردية أنها تظهر، وبدل ما يدور على طريقة علاج ضعف التركيز وتشتت الانتباه عند الأطفال أو المراهقين، ويساعدهم يكونوا نفسهم ويكونوا مميزين ويدعم فكرة الاختلاف ويساعد كل طالب أنه يفكر بطريقته وأنه مفيش نموذج واحد للتفكير أو الإجابة على الأسئلة وإحتمال أن يكون في إجابات مختلفة لكن كل إجابة بترجع لمنظور مختلف غير كدا أهم حاجة في النهاية الوصول للحل نفسه ويسأل نفسه دايمًا ما سبب قلة التركيز والسرحان والتشتت والفهم البطئ.
المدرسين كمان محتاجين يتكلموا عن ترسيخ بعض القيم والأهم أنهم يكونوا قدوة فيها، بمعنى لو اتكلموا عن الاحترام وأن المراهق لازم يحترم الآخرين، لازم يكونوا هما نفسهم بيحترموا الأخرين واختلافاتهم، مع تأكيد فكرة أن الحرية مسؤولية وأن لو المراهق تسبب في مشكلة هيكون مطلوب منه يصلحها ولو كسر حاجة يجيب غيرها من مصروفه، ولو اساء لشخص لازم يعوضه باعتباره شخص كبير مش طفل.
مهم جدًا كمان الصبر على المراهقين وعلى أخطائهم ولازم يعرفوا أن الغلط طريقة لتعليم الأصح والأنسب.
علشان كدا مرحلة المراهقة مرحلة لازم يمر عليها الشخص علشان ينضج فعلًا، فلازم يتعلم الآباء والمدرسين إزاي يتعاملوا مع الأخطاء بدون تسلط ويصبروا على المراهقين لأنهم في المرحلة دي بيكونوا مش ناضجين كفاية، وتعلمهم من الأخطاب بيكون طبيعي وبيساعدهم ينضجوا أكتر خصوصًا لو اتكلموا في أسبابه مع بعض وحللوا المواقف بالعقل وناقشوها مع المراهقين، واستخدموا في كلامهم اللي يأثر في شخصيتهم (قيمهم -أهدافهم –اللي بيحبو واللي بيكروهه) وبلاش يتخضوا من الغلطات أو يدوا الغلطات أكبر من حجمها علشان مايتسببوش في عدم ثقتهم في نفسهم أو في عدم تقبلهم لطبيعتهم كبشر بيغلطوا فينموا بطريقة غير سوية تأثر عليهم في المستقبل.
وأحيانًا بيحس الأهالي والمدرسين بمسؤولية كبيرة في كل كبيرة وصغيرة، ودا بيخليهم تحت ضغط كبير بيحطوه علي المراهقين.
والحقيقة أنهم مش مسؤولين عن كل كبيرة وصغيرة في حياة أبنائهم ولكن الفكرة دي ممكن تيجي من تأثير القلق الزائد عليهم.
والنقطة دي مهمة جدًا؛ لأن كتير من الأهالي والمدرسين باحساسهم الزائد بالمسؤولية عن كل كبيرة وصغيرة ورغبتهم في أن كل حاجة تعدي من غير أي مشاكل أو خلافات وقلقهم الزيادة بيدوا الأمور أكبر من حجمها وبيتسببوا في نقل قلقهم لأبنائهم.
فمهم جدًا وضروري وخطير أن الأهالي والمدرسين يكونوا قادرين أنهم ينظموا انفعالاتهم سواء كانت القلق أو الغضب أو الحزن؛ علشان دا مايتسببش في عدم النضج الإنفعالي للمراهقين نفسهم أو يخليهم غضبانين أو قلقانين معظم الوقت من تأثيرهم عليهم، وأنهم يعرفوا أن عليهم مسؤولية كبيرة في أنهم يكونوا قدوة ومش في اطلاق الأوامر، لأنهم أحيانًا بيكونوا منفعلين وأولادهم بيردوا عليم بعصبية، فا يرموا اللوم على المراهقين على أنهم بقوا منفعلين أكتر وهما مش مدركين أن دا بسبب تأثيرهم هما عليهم، وكمان مهم يعلموا أولادهم تأثير الضغوطات النفسية وكيفية التعامل معها.
غير كدا، الموقف دا هيخلي المراهقين مش قادرين على تنظيم إنفعالاتهم والخجل من أنهم بيغضبوا ولكن الطريقة الصح لتعليم المراهقين إزاي ينظموا انفعالاتهم هي تنظيم الأهالي والمدرسين نفسهم لانفعالاتهم؛ لأن صعب جدًا نطلب من المراهق أنه يتحكم في غضبه وأنا مش قادر اتحكم في غضبي كولي أمر أو مدرس.
وأحيانًا قلق الـلأهالي والمدرسين الزائد من حدوث مشكلة بيخليهم يحرموا المراهقين من حاجات كتير بسبب الخوف من وقوع المشاكل بدل من توجيهم، ودا بيحرم المراهق من التجربة المفيدة وبيوصله إحساس أن أهله والمدرسين بيتعمدوا مضايقته وحرمانه من أشياء لأنهم عايزين كدا.
فمهم جدًا تنظيم الأهالي والمدرسين انفعالاتهم لأن أحيانًا بيكون شعور بدون سبب موضوعي، فمهم لما يحس ولي الأمر بالقلق يسأل نفسه ايه اللي قلقه وايه الدليل أن دا هيحصل أو مش هيحصل ويوازن أفكاره علشان يقدر يقيم لو كانت مخاوفه واقعية ولا لا، ولو كانت واقعية هل في حل تاني يساعدهم يعملوا اللي عايزينه؟
ودا أهم حاجة في التربية والتعليم تنظيم الانفعالات، تنظيم الانفعالات، تنظيم الانفعالات
أما بالنسبة للنضج الجنسي، لازم الأهالي والمدرسين يبدأوا يوعوا المراهق أن في تغيرات في جسمه ممكن تخليه يحس بإنجذاب للجنس الآخر.
لكن الحقيقة أنه في مرحلة أنه بيبني شخصيته المستقلة وأنه يتحمل مسؤولية نفسه بالكامل، لأن دا مش وقت أن حد يحب حد فيه لأن شخصيته لازالت تحت التكوين ومالهاش شكل معين علشان يعرف منه هو عايز ايه أو علشان يحدد ايه المناسب وايه مش مناسب ليه أو أنه يكون فيه شخصية معينة فيها مميزات تستحق تتحب.
والمهم في الوقت دا أن المراهق يبني شخصيته ويعرف كتير عن نفسه ولما يستقر على حاجة، هيكون فاهم نفسه أكتر ويقدر يصلحها لو غلطت، وبالتالي يقدر يتحمل مسؤوليتها وساعتها يقدر يدخل في علاقة ويتحمل مسؤولية الآخرين.
الملخص:
-اعرف أن احتياج الاستقلال احتياج أساسي عند المراهقين وساعد في تلبيته.
-احترم اختلاف المراهق عن والديه والمدرسين ومناقشته وتوجيهه بدون تسلط والصبرعلي غلطاته مع الاتفاق علي بعض القيم.
-تنظيم الأهالي والمدرسين لانفعالاتهم هي أحسن طريقة لتعليم المراهقين إزاي ينظموا انفعالاتهم ويتعاملوا معاها خصوصًا مشاعر القلق والغضب.
-الأهم في التربية والتعليم أن يكون اللي بيقوم بيهم قدوة في تصرفاته ومش آمر وناهي بس.
-النضج الجنسي مش منفصل عن النضج الانفعالي والنفسي، فمهم يشتغل على النضج الانفعالي وتكوين الشخصية اولًا قبل الدخول في علاقة مع شخص آخر.
لو كنت مدرس أو ولي أمر، مهم تعرف أن دعم المراهقين خلال المرحلة الحرجة دي شئ أساسي لتجاوز المرحلة وضمان نمو صحي وسليم.
تقدر تحجز جلستك دلوقتي مع (نوران أمين)، أخصائي نفسي، وكاتبة المقال، بكل شهولة وخصوصية وأمان علشان تعرف أكتر عن دعم المراهقين عن طريق موقع اسأل الالكتروني من هنا: https://esaal.me/ar/book-session/AbdEl-Rahman-Sayed?catId=14
#وقت_الفصل
#وقت_الفصل_من_الضغوطات
#دعم_المراهقين
#مرحلة_المراهقة
#الدليل_الشامل_لدعم_المراهقين