
فهم اضطراب الشخصية الحدية: الأعراض والأسباب والعلاج
مقدمة:
اضطراب الشخصية الحدية BPD) - Disorder Personality (Borderline من الاضطرابات النفسية المعقدة التي تؤثر على طريقة التفكير، والمشاعر، والعلاقات، والسلوك بشكل عام. قد يعيش المصاب بهذا الاضطراب تقلبات حادة في المزاج، وصعوبات في تنظيم مشاعره، وشعور دائم بالفراغ، مما ينعكس على علاقاته الاجتماعية واستقراره النفسي
ثانيًا: الأعراض الشائعة:
تختلف الأعراض من شخص لآخر، لكن من أبرزها:
.1 الخوف المفرط من الهجر أو الرفض، حتى في العلاقات العادية.
.2 العلاقات المتقلبة: الانتقال السريع بين المثالية والتقليل من شأن الآخرين.
.3 اضطراب في الهوية: شعور مشوش تجاه الذات والأهداف والقيم.
.4 سلوكيات اندفاعية: مثل الإنفاق المفرط، الجنس غير الآمن، الأكل المفرط أو الإدمان.
.5 نوبات غضب شديدة وغير مبررة
.6 مشاعر فراغ مزمنة.
.7 إيذاء النفس أو التفكير الانتحاري المتكرر.
.8 تقلبات مزاجية سريعة قد تستمر لساعات قليلة فقط.
.9 صعوبة في ضبط العلاقات أو فهم الحدود الشخصية والاجتماعية.
ثالثًا: الأسباب المحتملة:
لا يوجد سبب واحد مباشر، بل هو تفاعل عدة عوامل، منها:
الوراثة: قد تلعب العوامل الجينية دورًا في زيادة القابلية للإصابة.
البيئة: مثل التعرض لصدمات الطفولة، الإهمال العاطفي، أو الاعتداء الجسدي/الجنسي.
العوامل العصبية: وجود اختلافات في مناطق معينة من الدماغ تتحكم في الانفعالات واتخاذ القرار.
رابعًا: التشخيص:
يُشخّص الاضطراب من خلال تقييم متخصص في الصحة النفسية، ويعتمد على المقابلات السريرية، التاريخ النفسي، والسلوكيات الظاهرة. لا يُشخّص عادة في مرحلة الطفولة، بل بعد نضوج الشخصية نسبيًا.
خامسًا: العلاج:
رغم صعوبة التعامل مع هذا الاضطراب، إلا أن العلاج يساعد بشكل فعّال، ومن أبرز الطرق:
.1 العلاج السلوكي الجدلي :(DBT) يُعد من أنجح الأساليب في تقليل الانفعالات وتحسين العلاقات.
.2 العلاج المعرفي السلوكي :(CBT) يساعد في تعديل أنماط التفكير السلبية
.3 العلاج الدوائي: لا يعالج الاضطراب مباشرة، لكن يمكن أن يساعد في التخفيف من أعراض الاكتئاب أو القلق المصاحبة.
.4 العلاج الأسري: يساهم في توعية الأسرة بكيفية التعامل مع المريض وتقديم الدعم المناسب.
.5 الدعم الذاتي والمجتمعي: الانخراط في مجموعات دعم قد يعطي شعورًا بعدم العزلة والانتماء.
سادسًا: نظرة مستقبلية:
مع الالتزام بالعلاج والدعم الصحيح، يمكن للمصابين باضطراب الشخصية الحدية أن يعيشوا حياة مستقرة ومرضية. من المهم الفهم والتعاطف، لا الحكم والرفض، فكل شخص يستحق أن يُحتوى ويفهم، لا سيما من يواجه اضطرابًا معقدًا كهذا
خاتمة:
اضطراب الشخصية الحدية ليس ضعفًا في الشخصية ولا فشلًا في الإرادة، بل هو تح „د نفسي يحتاج إلى وعي، ودعم، وعلاج متكامل. كل خطوة تجاه الفهم والاحتواء تُحدث فرقًا كبيرًا في حياة المصاب